13‏/07‏/2008

الرجل الّذي صفع الوزير الأوّل

لمّا تولّى مصطفى الكعّاك الوزارة الكبرى سنة 1947، عرف عنه انصياعه الشديد لأوامر المقيم العام الفرنسي إلى درجة أنّ الحزب فكّر باغتياله. عهد بهذه المهمّة إلى شخصين أحدهما مطوي من المفروض أنّ دوره كان سيقتصر على حماية زميله و تأمين هروبه. حدّد تاريخ تنفيذ العمليّة يوم ختم القرآن بجامع صاحب الطابع. حين أزف الميعاد، حضر الرجلان بالجامع منتظرين حلول موكب صاحب المعالي و لكن لمّا دخل الكعّاك المكان في موكبه المهيب رفقة عدد من كبار رجال الدولة، أصاب المكلّف بالاغتيال التردّد و الخوف و لم يلبث أن تسلّل هاربا حاملا معه بندقيته. التفت صاحبنا المطوي ليطلب من رفيقه أن يطلق النار و لكنّه لم يجده. فكّر أنّ الوقت يمرّ و لا بدّ من استغلال الفرصة و فعل شيء ما و لكن ما العمل و هو لا يملك سلاحا لتنفيذ العمليّة...ما كان منه إلا أن توجّه إلى صاحب المعالي و أمسكه من خناقه و جذبه بقوّة ثمّ صفعه صفعة مدويّة على مرأى و مسمع من ذلك الجمع الحاشد. قبض على الرجل و حكم عليه بالسجن لمدّة 6 أشهر(يا لها من مدّة قياسا إلى الجرم!) خرج بعدها ليجد صورته توشّح الصفحة الأولى من جريدة "التلغراف" مرفقة بعبارة "صافع الكعّاك" ليخطّ بذلك صفحة خالدة من صفحات البطولة المطويّة!!!!!!!!

هناك 5 تعليقات:

FREE-RACE يقول...

هل هناك مصدر أو مرجع موثوق للتثبت من صحة هذه الحكاية ؟

حمزة عمر يقول...

هذه الحكاية رواها لي جدّي و كان قد عاصرها كما تحدّثت عنها صحيفة البلاغ و هي من صحف تلك الفترة الّتي لم تعمّر طويلا و "صافع الكعّاك" ما زال على قيد الحياة إلى اليوم، أمدّ الله في أنفاسه، و لكن لم يذكر اسمه في التدوينة لدواع أمنيّة!!!

غير معرف يقول...

كم نحن في حاجة أكيدة و ملحّة إلي كثير من أمثال "صافع الكعّاك" حتّى يصفعوا كلّ من تجرّأ و مسّ من كرامة الفرد و المجموعة و سيادة البلاد و العباد، لكن سوف لن يكون مصيره 6 أشهر سجن في عهد الإستعمار بل المؤِبّد إن لم يكن الإعدام في عصر الإستقلال و السيادة.

حمزة عمر يقول...

الصحيفة التي تحدثت عن صافع الكعاك هي التلغراف و ليست البلاغ و هي صحيفة اصدرها مهندس تونسي من اصيلي مدينة صفاقس يدعى انور قرط و لم تدم اكثر من بضع اعداد لذلك وجب التصويب

غير معرف يقول...

فقط للتصحيح و المعلومة مؤكدة كونع من العائلة، أنور قرط هو أصيل مدينة رأس الجبل بنزرت