28‏/07‏/2008

"كان يشدّوك تو يحطّوك وزير"

لمّا أقيلت وزارة محمّد شنيق الوطنيّة سنة 1952 و كلّف صلاح الدّين البكّوش بتشكيل وزارة جديدة، واجه هذا الأخير صعوبات جمّة للقيام بهذه المهمّة إذ أعرضت العديد من الشخصيّات البارزة عن الاشتراك في هذه الوزارة و رغم أنّ الصحف كانت تبشّر كلّ يوم بقرب تشكيل الوزارة، إلا أنّ ذلك استغرق شهورا كثيرة. في تلك الأيّام الّتي كان فيها حظر التجوّل مفروضا بالعاصمة، عاش أخوان مطويّان في وكالة بحيّ المرجانيّة. كان أصغرهما يشتغل بائعا متجوّلا وهمّ في أحد الأيّام أن يتحدّى حظر التجوّل و يخرج لكسب رزقه فمنعه أخوه من القيام بذلك و لكنّه أصرّ على الخروج، فما كان من أخيه إلا أن صاح به محذّرا" يا ابن الكلب، كان يشدّوك تو يحطّوك وزير !"

13‏/07‏/2008

الرجل الّذي صفع الوزير الأوّل

لمّا تولّى مصطفى الكعّاك الوزارة الكبرى سنة 1947، عرف عنه انصياعه الشديد لأوامر المقيم العام الفرنسي إلى درجة أنّ الحزب فكّر باغتياله. عهد بهذه المهمّة إلى شخصين أحدهما مطوي من المفروض أنّ دوره كان سيقتصر على حماية زميله و تأمين هروبه. حدّد تاريخ تنفيذ العمليّة يوم ختم القرآن بجامع صاحب الطابع. حين أزف الميعاد، حضر الرجلان بالجامع منتظرين حلول موكب صاحب المعالي و لكن لمّا دخل الكعّاك المكان في موكبه المهيب رفقة عدد من كبار رجال الدولة، أصاب المكلّف بالاغتيال التردّد و الخوف و لم يلبث أن تسلّل هاربا حاملا معه بندقيته. التفت صاحبنا المطوي ليطلب من رفيقه أن يطلق النار و لكنّه لم يجده. فكّر أنّ الوقت يمرّ و لا بدّ من استغلال الفرصة و فعل شيء ما و لكن ما العمل و هو لا يملك سلاحا لتنفيذ العمليّة...ما كان منه إلا أن توجّه إلى صاحب المعالي و أمسكه من خناقه و جذبه بقوّة ثمّ صفعه صفعة مدويّة على مرأى و مسمع من ذلك الجمع الحاشد. قبض على الرجل و حكم عليه بالسجن لمدّة 6 أشهر(يا لها من مدّة قياسا إلى الجرم!) خرج بعدها ليجد صورته توشّح الصفحة الأولى من جريدة "التلغراف" مرفقة بعبارة "صافع الكعّاك" ليخطّ بذلك صفحة خالدة من صفحات البطولة المطويّة!!!!!!!!